هل الشهرة حقا صعبة اليوم ؟ - معمر يونس

هل الشهرة حقا صعبة اليوم ؟



هل الشهرة صعبة حقا اليوم !

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة اصبح من السهل على الشخص أن يطرح ويقدم افكاره بكل سهولة كل ما على الشخص هو أمساك كاميرا او الهاتف و البداء بطرح أفكاره سواء كانت ايجابية أو سلبية لا يهم كل أنواع الشهرة مطلوبة اليوم للمتابع الفارغ.

في أواخر الستينيات من القرن الماضي، تنبّأ الرسام الأميركي "آندي وورهول" بظهور وسيط إعلامي يوفر للشخص العادي حلم الشهرة السريع، وعبّر عن ذلك في إحدى مقابلاته بمقولته الشهيرة: "في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط.

فأذا تأملنا وقارنا الشهرة بين الماضي و الحاضر نجد أن الشهرة في الماضي لا تكتسب ألا أذا كان الشخص ذو موهبة فنية أو تقافية أو علمية أما في يومنا هذا كل ماعليك هو أن تكون ذو أعين زرقاء وشعر أشقر وبعض الملابس الجميلة أو الشبه عارية، وأذا لم تكن تملك هذه الموصفات فعليك بخلق محتوى جاذب عن طريق فعل أشياء غير معتادة فلمتابع دائما يرغب في الجديد سواء كان مفيد أو لم يكن.

ظهور هوس الشهرة بشكل كبير  وخصوصا بعدما وفرت مواقع التواصل خاصية الربح فأصبح الجميع مهوس بالشهورة فبرغم من الشهرة والمكانة الاجتماعية المحترمة لشخص سيربح الاموال الطائلة وهو جالس في المنزل ليس عليه سواء أن يذهب في رحلة ممتعة أو رقصه غير اخلاقية لتكون قد ربحت المال وانت سعيد و مرتاح، ومن أشهر هذه المواقع بتأكيد هي اليوتيوب حيثُ اصبح معظم شباب العالم العربي يطمح لأنشاء قناة على اليوتيوب ويكون شريك حياة ليصور معه حياته المليئة بالسعادة، حيث نرى اليوم العديد من القنوات الجديدة المفتوحه ومن الغريب مشاهداتها بالملاين رغم أن هذه القنوات من شهر أو شهرين فقط أنطلقت و صاحب القناة لم يكن معروف و المحتوى الخاص به عبارة عن يومه و ماذا اشترى من السوق ومقالب تكاد تكون مضحكة.

فعلى إنستغرام مثلا هناك الكتير من ألأسماء العارضات "الفاشيونيستا" الشهيرات في تسابق على أرقام المتابعين المقدرة بمئات الآلاف، وربما الملايين؛ لأنهن يقدمن صورتهن في أزياء ومستحضرات تجميل جديدة فعندما ترى الفتاة كل هذه الملابس فمن الطبيعي أن تتراود لها فكرة هوس الشهرة لكي تحصل على كل هذه الملابس و مستحضرات التجميل وبشكل مجاني.

وكذلك هو الحال مع معظم وسائل التواصل لصانعي المحتوى الذي لا يضيف قيمة تتناسب مع شهرة صاحبها، فهذا يحرك شفتيه على أنغام أغنية شعبية فيحصد مئات ملايين المشاهدات بلا أي سبب منطقي لهذا، وآخر يصور محتوى ساخرا عن يوميات أسرته، وهذا يستعمل إفيهات الأفلام، وآخر يقلّد المعلقين الرياضيين، إلى آخر تلك القائمة الطويلة.

وهذا يذكرني بشيء حصل في الشهر الجاري عن فيديو راقصه ترقص على انغام اغنية شعبية فبعد أنتشار هذا الفيديو حصدت هذه الراقصة على حسابها في انستجرام في اقل من 3 أيام نصف مليون متابع وحسابها كان لا يتجاوز -- الف

فهل مازالت الشهرة صعبة اليوم؟

في اعتقادي دخول هذا العالم هو مسألة حظ لا أكتر ربما تقرر يوتيوب اظهار فيديوهاتك للملايين وتصبح مشهور في يوم وربما مهما حاولت جذب الناس لن يظهر الفيديو لناس رغم أن المشاهد اليوم يرغب بمشاهدة أي شيء لا يفرق بين أذ كان المحتوى جيد أو سيء ، فرغم ذلك نسب النجاح اليوم أكبر من نسب الخسارة لأنه المشاهير اليوم بـ ألألاف ومحتواهم يكاد أن يكون جيد.
وهذا السؤال يجعلني أتسائل.
"هل من الممكن أن نصبح جميعا مشهورين ؟"

هل هوس شهرة تصنف على أنها مرض؟

يشير علم النفس أن هوس الشهرة نابع من غريزة البشر فـ ألانسان دائما يحاول أن يصبح متميز وفريد من عما حوله إلى أن الحاجة للفت انتباه الآخرين هى شىء غريزى ومن الحاجات العاطفية والإجتماعية لدى الإنسان , لكن عندما تزيد وتصل لرغبة شديدة ومتزايدة فى حب الظهور والشهرة مع الإستعلاء واحتقار من هم أقل منك شهرة يدخل الشخص تحت مسمى (هوس الشهرة) ويكون (مريض الشهرة) وهو اضطراب ثنائى القطب يجمع بين بعض أعراض الاكتئاب ومرض الهوس وينصح الشخص بالتوجه لزيارة طبيب أو معالج نفسى لمساعدته فى التخلص من المرض والعودة لحالة طبيعية من الصحة النفسية .

في النهاية الشهرة لا تعتبر شيء سيء بمعناها المطلق فمن الممكن أن تُكوِن لشخص علاقات صداقة أو عمل وغيرها من العلاقات أو تكسبه مهارات جديدة لم يكن يعلمها سابقا التي تقوي شخصيته ولكن الشهرة تعتبر أيضا سلاح ذو حدين يمكنها أن تعطيك أشياء وتأخد منك الحياة العادية الهدائة فعندما تختار هذا الطريق فتأكد أنك سلعة للجمهور ملزم أن تشارك كل مايحدت من حولك مع جمهورك و متابعيك فلا تعتقد أن الارباح التي تجنى بشكل مجاني فأنت قدمت حياتك الشخصية مقابلها.


لا تنسى مشاركة هذا المقال!

هناك تعليق واحد

الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً